....
وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
وَحَاجَّهُ
قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا
تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ
عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80)
وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ
بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ
أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81سورة الأنعام)
الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون
قلت المدون
1. الْلَبسُ هو الخلط وكل اشتقاق فيه
[ خ -ل-ط..] يدل أصله علي التعكر بالمزج أو الخلط وتغير المخلوط أو الممزوج بحيث يصبح مادة أخري لا علاقة لها بالمادة الاصلية
2. وتتفاوت خطورتها سلبا أو إيجابا بقدر تفاوت سمية المادة المخلوطة فاللبن دون خلط هو بمادته الاصلية لبنا خالصا وبعد خلطه بغيرة يصبح مخلوطاً عكرا ليس له الصفات المخلوق بها فقد يخلط بسميات تودي بحياة شاربه
3.[والسميات في مخلوط الايمان بغيره هي مادة العصيان والتجرء علي الله بطاعة غيره سبحانه حينئذ تتحقق الاية [الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون]
4.حينئذ يختلط الإيمان وطاعة الرحمن بالعصيان وطاعة الشيطان أو النفس أو الهوي أو محبة ذات البين- وكل ذلك شرك] انظر صفحة كيف يقول الله تعالي {إن تجتنبوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم..} مدونة قانون الحق الالهي
وقوله: { وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا } أي: ومن الدليل على بطلان قولكم فيما ذهبتم إليه أن هذه الآلهة التي تعبدونها لا تؤثر شيئا، وأنا لا أخافها، ولا أباليها، فإن كان لها صنع، فكيدوني بها [جميعا] (1) ولا تنظرون، بل عاجلوني بذلك.
وقوله: { إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا } استثناء منقطع. أي لا يضر ولا ينفع إلا الله، عَزَّ وجل.
{ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا } أي: أحاط علمه بجميع الأشياء، فلا تخفى (2) عليه خافية.
{ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ } أي: فيما بينته (3) لكم فتعتبرون أن هذه الآلهة باطلة، فتزجروا (4) عن عبادتها؟ وهذه الحجة نظير ما احتج به نبي الله هود، عليه السلام، على قومه عاد، فيما قص عنهم في كتابه،==
__________
(1) زيادة من م.
(2) في أ: "فلا يخفى".
(3) في أ: "فيما بينه".
(4) في أ: "فتنزجروا".
== حيث يقول: { قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا [إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] (1) } [هود: 53 -56].
وقوله: { وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ } أي: كيف أخاف من هذه الأصنام التي تعبدون (2) من دون الله { وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا } ؟ قال ابن عباس وغير واحد من السلف: أي حجة وهذا كما قال تعالى: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } [الشورى: 21] وقال { إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ } [النجم: 23].
وقوله: { فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أي: فأي الطائفتين أصوب؟
قال البخاري: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عَدِيّ، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: لما نزلت { وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } قال أصحابه: وأينا لم يظلم نفسه؟ فنزلت: { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [لقمان: 13] (3)
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عبد الله قال: لما نزلت هذه الآية: { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } شق ذلك على الناس (4) وقالوا: يا رسول الله، فأينا لا يظلم نفسه؟ (5) قال: "إنه ليس الذي تعنون! [ قلت المدون أي ليس الذي تعنون من ارتكاب أحدكم الذنب فيتوب منه بل أنتم تتوبون الي الله وتسغفرونه وهم لا يتوبون إلي الله ويعصونه ولا يتوبون ولا هم يستغرون-- ودليل ظلمهم العظيم قوله تعالي [ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون]--] ألم تسمعوا (6) ما قال العبد الصالح: { يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } إنما هو الشرك" (7)
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا وكيع وابن إدريس، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: لما نزلت: { وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: وأينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس كما تظنون، إنما قال [لقمان] (8) لابنه: { يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }(9)==
__________
(1) زيادة من م، أ، وفي هـ: "الآية".
(2) في، أ: "تعبدونها".
(3) صحيح البخاري برقم (4629).
(4) في م: "المسلمين".
(5) في أ: "أينا لم يظلم نفسه".
(6) في أ: "تسمعوا إلى".
(7) المسند (1/378).
(8) زيادة من م.
(9) ورواه البخاري في صحيحه برقم (6937) من طريق وكيع بنحوه.
==وحدثنا عمر بن شَبَّةَ النمري، حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: { وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } قال: "بشرك".
قال: ورُوي عن أبي بكر الصديق، وعمر، وأُبيّ بن كعب، وسلمان، وحذيفة، وابن عباس، وابن عمر، وعمرو بن شرحبيل، وأبي عبد الرحمن السُّلَمِي، ومجاهد، وعِكْرِمة، والنَّخَعِي، والضحاك، وقتادة، والسُّدِّي نحو ذلك.
وقال ابن مَرْدُوَيه: حدثنا الشافعي، حدثنا محمد بن شَدَّاد المِسْمَعِيّ، حدثنا أبو عاصم، حدثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: لما نزلت: { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قيل لي: أنت منهم" (1)
وقال الإمام أحمد: حدثنا إسحاق بن يوسف، حدثنا أبو جَناب، عن زاذان، عن جرير بن عبد الله قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلما برزنا من المدينة، إذا راكب يوضع نحونا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كأن هذا الراكب إياكم يريد". فانتهى إلينا الرجل، فسلم فرددنا عليه (2) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "من أين أقبلت؟" قال: من أهلي وولدي وعشيرتي. قال: "فأين تريد؟"، قال: أريدُ رسول الله. قال: "فقد أصبته". قال: يا رسول الله، علمني ما الإيمان؟ قال: "تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت". قال: قد أقررت. قال: ثم إن بعيره دخلت يده في جحر جُرْذَان، فهوى بعيره وهوى الرجل، فوقع على هامته فمات، فقال النبي (3) صلى الله عليه وسلم: "علي بالرجل". فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان فأقعداه، فقالا يا رسول الله، قبض الرجل! قال: فأعرض عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما رأيتما إعراضي عن الرجل، فإني رأيت ملكين يدسان في فيه من ثمار الجنة، فعلمت أنه مات جائعا"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا من الذين قال الله، عَزَّ وجل: { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } (4) ثم قال: "دونكم أخاكم". قال: فاحتملناه إلى الماء فغسلناه وحنطناه وكفناه، وحملناه إلى القبر، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على شَفِير القبر فقال: "الحدوا ولا تشقوا، فإن اللحد لنا والشق لغيرنا" (5)
ثم رواه أحمد عن أسود بن عامر، عن عبد الحميد بن جعفر الفراء، عن ثابت، عن زاذان، عن جرير بن عبد الله، فذكر نحوه، وقال فيه: "هذا ممن عَمل قليلا وأجر كثيرًا" (6)
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا يوسف بن موسى القطان، حدثنا مِهْران بن أبي عمر،
__________
(1) وفي إسناده محمد بن شداد المسمعي، قال الدارقطني: لا يكتب حديثه، وقال مرة: ضعيف، وضعفه البرقاني.
(2) في م: "عليه السلام".
(3) في أ: "رسول الله".
(4) في م، أ: (بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون).
(5) المسند (4/359) وقال الهيثمي في المجمع (1/42): "في إسناده أبو جناب وهو مدلس وقد عنعنه".
(6) المسند (4/359) وقد تابع ثابت أبا جناب، لكنه اختلف عليه فيه، فرواه الطبراني في المعجم الكبير (2/319) من طريق عبيد الله ابن موسى عن ثابت عن أبي البقظان عن زاذان عن جرير به.
حدثنا علي بن عبد الأعلى (1) عن أبيه، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير (2) ساره، إذ عرض له أعرابي فقال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لقد خرجت من بلادي وتلادي ومالي لأهتدي بهداك، وآخذ من قولك، وما بلغتك حتى ما لي طعام إلا من خَضِر الأرض، فاعْرِضْ عَلَيّ. فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبل فازدحمنا حوله، فدخل خف بَكْره في بيت جُرْذَان، فتردى الأعرابي، فانكسرت عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق والذي بعثني بالحق، لقد خرج من بلاده وتلاده وماله ليهتدي بهداي ويأخذ من قولي، وما بلغني حتى ما له طعام إلا من خضر الأرض، أسمعتم بالذي عمل قليلا وأجر كثيرا هذا منهم! أسمعتم بالذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون؟ فإن هذا منهم" (3) [وروى ابن مَرْدُوَيه من حديث محمد ابن معلى -وكان نزل الري -حدثنا زياد بن خيثمة عن أبي داود عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أعطي فشكر ومنع فصبر وظلم فاستغفر وظلم فغفر" وسكت، قالوا: يا رسول الله ما له؟ قال " : { أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } ] (4)
وقوله: { وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ } أي: وجهنا حجته على قومه.
قال مجاهد وغيره: يعني بذلك قوله: { وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأمْنِ [إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ] } (5) وقد صدقه الله، وحكم له بالأمن والهداية فقال: { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } ثم قال بعد ذلك كله: { وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ }
قرئ بالإضافة وبلا إضافة، كما في سورة يوسف، وكلاهما قريب في المعنى.
وقوله: { إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } أي: حكيم في أفعاله وأقواله { عَلِيمٌ } أي: بمن يهديه ومن يضله، وإن قامت عليه الحجج والبراهين، كما قال: { إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ } [يونس: 96، 97]؛ ؛ ولهذا قال هاهنا:
{ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ }
__________
(1) في أ: "عبد الله".
(2) في م: "في سير ".
(3) ورواه الحكيم الترمذي كما في الدر المنثور (3/309).
(4) زيادة من م، أ.
(5) زيادة من م، أ، وفي هـ: "الآية".]
-------------------------
أي بــ شرك ; قاله أبو بكر الصديق وعلي وسلمان وحذيفة ، رضي الله عنهم . وقال ابن عباس : هو من قول إبراهيم ; كما يسأل العالم ويجيب نفسه . وقيل : هو من قول قوم إبراهيم ; أي أجابوا بما هو حجة عليهم ; قاله ابن جريج .
وفي الصحيحين عن ابن مسعود : لما نزلت {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : أينا لم يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم -وهم مهتدون أي في الدنيا .
قلت المدون يعني لمن تعمد المعصية من المؤمنين حين معصيته فقد أطاع غير الله وبذلك يكون لبس ايمانه بظلم.. ومخرج كل المؤمنين من ذلك هو أن يؤبوا ويتوبوا الي الله تعالي وتفسير النبي صلي الله عليه وسلم أنه استبعد بالنمط السلوكي الرباني للمؤمنين أنهم يتوبون كلما عصوا وأنهم لا يصرون علي معصية والتوبة هي المنقذ من بطش الله لذلك قال النبي صلي الله عليه وسلم ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله{يعني لا تعصي الله وتصر علي معصيته لان الاصرار علي المعصية هي اصرار لي طاة غير الله وطاعة غير الله شرك به-- بل بادر توا بتوبتك إليه لأن بقاءك بعد المعصية من غير توبة شرك بالله والشرك به بمقدار شيئ ظلم عظيم} إن {الشرك لظلم عظيم }
يعني -
-المؤمن + المعصية=سلك سلوكا أطاع فيه غير الله كمثل شيطان او نفسه أو هواه أو محبة ذات البين وكلها بالاصرار عليها اشراك : لشيطانه او نفسه او هواه في الطاعة مع الله تعالي
وعلي النقيض
فالمؤمن + الطاعة=لهم الامن وهم مهتدون
او
المؤمن +ارتكاب سيئة يتبعها توبة=لهم الأمن وهم مهتدون
او
المؤمن +ارتكاب سيئة ولم يتب منها فقد لبس ايمانه بظلم = فهو إذن ليس له الأمن ولم يهتد بعد حتي يتوب
والملاحظ أن التعويل كله علي التوبة لأنها فاصل مؤثر وقارق بين الايمان وبين الشرك والكفر
.......
-------------------------------------
اللبس في لسان العرب
اللُّبْسُ بالضم مصدر قولك لَبِسْتُ الثوبَ أَلْبَس
واللَّبْس بالفتح مصدر قولك لَبَسْت عليه الأَمر أَلْبِسُ خَلَطْت واللِّباسُ ما يُلْبَس
-----------------و بمعني الخلط
واللَّبْسُ واللَّبَسُ اختلاط
الأَمر لبَسَ عليه الأَمرَ يَلْبِسُه لَبْساً فالْتَبَسَ إِذا خَلَطَه عليه حتى لا
يعرِف جِهَتَه وفي المَوْلَدِ والمَبْعَثِ فجاء المَلَكُ فشقَّ عن قلبه قال
فَخِفْتْ أَن يكون قد الْتُبِسَ بي أَي خُولِطْت في عَقْلي من قولك في رَأْيهِ
لَبْسٌ أَي اختلاطٌ ويقال للمجنون مُخالَط والْتَبَسَ عليه الأَمر أَي اختلَطَ واشْتَبَه
والتَّلْبيسُ كالتَّدْليس والتَّخليط شُدِّد للمبالغة ورجل لَبَّاسٌ ولا تقل
مُلَبَّس وفي حديث جابر لما نزل قوله تعالى أَو يُلْبِسَكُم شِيَعاً اللَّبْس
الخلْط يقال لَبَسْت الأَمر بالفتح أَلْبِسُه إِذا خَلَطت بعضه ببعض أَي يَجْعَلكم
فِرَقاً مختلفين ومنه الحديث فَلَبَسَ عليه صَلاتَه والحديث الآخر من لَبَسَ على
نفسه لَبْساً كلُّه بالتخفيف قال وربما شدد للتكثير ومنه حديث ابن صيّاد
فَلَبَسَني أَي جَعَلني أَلْتَبِسُ في أَمره والحديث الآخر لَبَسَ عليه وتَلَبَّس
بيَ الأَمرُ اختلط وتعلق أَنشد أَبو حنيفة تَلَبَّسَ حُبُّها بَدَمي ولَحْمِي تَلَبُّسَ
عِطْفَةٍ بفُرُوعِ ضالِ وتَلَبَّسَ بالأَمر وبالثَّوْب ولابَسْتُ الأَمرَ
خالَطْتُه وفيه لُبْسٌ ولُبْسَةٌ أَي التِباسٌ وفي التنزيل العزيز وللبَسْنا عليهم
ما يَلْبِسُون يقال لَبَسْت الأَمر على القوم أَلْبِسُه لَبْساً إِذا شَبَّهْتَه
عليهم وجَعَلتَه مُشْكِلاً وكان رؤساء الكفار يَلْبِسُون على ضَعَفَتهم في أَمر
النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقالوا هَلاَّ أُنزل إِلينا مَلَك ؟ قال اللَّه تعالى
ولو أَنزَلْنا مَلَكاً فرأَوْه يعني المَلَك رجُلاً لكان يَلْحَقهم فيه من
اللَّيْس مثل ما لحق ضَعَفَتَهُم منه ومن أَمثالهم أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْتَبِس
إِذا سأَلتَه عن أَمر فلم يُبَيِّنْهُ لك وفي التهذيب أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْبِسِ
يُضرَب هذا المَثَل لِمَن اتَّسَعت فِرْقَتُه أَي كثر من يَتَّهِمُه فيما سَرَقه والمِلْبَس
الذي يلبسُك ويُجلِّلك والمِلْبَسُ الليل بعَيْنه كما تقول إِزارٌ ومِئْزًرٌ
ولِحافٌ ومِلْحَفٌ ومن قال المَلْبَس أَراد ثَوْب اللُّبْس كما قال وبَعْدَ
المَشِيبِ طُول عُمْرٍ ومَلْبَسَا وروي عن الأَصمعي في تفسير هذا المثل قال ويقال
ذلك للرجل يقال له ممن أَنت ؟ فيقول من مُضَر أَو من رَبيعَة أَو من اليَمَن أَي
عَمَمْت ولم تخصَّ واللَّبْسُ اختِلاطُ الظلام وفي الحديث لُبْسَةٌ بالضم أَي
شُبْهَةٌ ليس بواضح وفي الحديث فيَأْكلُ فما يَتَلَبَّسُ بِيَدِه طَعام أَي لا
يَلْزَق به لنظافة أَكله ومنه الحديث ذهب ولم يَتَلَبَّسْ منها بشيء يعني من
الدنيا وفي كلامه لَبُوسة ولُبُوسَة أَي أَنه مُلْتَبِس عن اللحياني ولَبَّسَ
الشيءُ الْتَبَسَ وهو من باب قد بَيَّنَ الصبحُ لِذِي عَينَيْن ولابَسَ الرجلُ الأَمر
خالطَه ولابَسْتَ فلاناً عَرَفت باطنَه وما في فلان مَلبَس أَي مُسْتَمْتَع ورجل
البِيسٌ أَحمق الليث اللَّبَسَة بَقْلة قال الأَزهري لا أَعرف اللَّبَسَة في
البُقُول ولم أَسمع بها لغير الليث
............................ ..............................