الأول ; لأن ما ينقطع محسوب مقدر ،
بخلاف ما لا نهاية له . ما ورد في عدد أبواب الجنة واتساعها وعظمة جناتها قال
الله تعالى : وفتحت أبوابها [ الزمر : 73 ] . وقال تعالى : مفتحة لهم الأبواب [
ص : 50 ] . وقال تعالى : والملائكة يدخلون عليهم من كل باب [ الرعد : 23 ]
وقد تقدم أن المؤمنين إذا انتهوا إلى باب الجنة وجدوه مغلقا ، فيستشفعون الله ; ليفتح لهم ، بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فيأتي باب الجنة ثم يقعقع حلقة الباب ، فيقول الخازن : من أنت ؟ فيقول : " محمد " . فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك وثبت في " الصحيح " أنه أول شافع في الجنة ، وأول من يقعقع باب الجنة ، وسيأتي في الحديث : " مفتاح الجنة لا إله إلا الله وروى الإمام أحمد ، ومسلم ، وأهل السنن ، من رواية عقبة بن عامر وغيره ، عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم رفع بصره إلى السماء فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا بشر بن المفضل ، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة بابا يدعى الريان ، يقال يوم القيامة : أين الصائمون ؟ فإذا دخلوه أغلق فلم يدخل منه غيرهم " . قال بشر : فلقيت أبا حازم ، فسألته ، فحدثني به ، غير أني لحديث عبد الرحمن أحفظ ،وقال الطبراني : حدثنا يحيى بن عثمان ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، حدثنا أبو غسان ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " في الجنة ثمانية أبواب ؟ باب منها يسمى الريان ، لا يدخله إلا الصائمون وقد رواه البخاري ، عن سعيد بن أبي مريم ، به . ورواه أيضا مسلم ، من حديث سليمان بن بلال ، عن أبي حازم سلمة بن دينار ، عن سهل ، به ..وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله دعي من أبواب الجنة ، وللجنة ثمانية أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد " . فقال أبو بكر : والله يا رسول الله ، ما على أحد من ضرورة دعي ، من أيها دعي ، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : " نعم ، وأرجو أن تكون منهم وأخرجاه في " الصحيحين " من حديث الزهري به ، ولهما من حديث شيبان ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وقال عبد الله بن الإمام أحمد حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا إسحاق بن سليمان ، حدثنا حريز بن عثمان ، عن شرحبيل بن شفعة قال : لقيني عتبة بن عبد السلمي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من مسلم يتوفى له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية ، من أيها شاء دخل ورواه ابن ماجه ، عن ابن نمير أيضا وروى البيهقي من حديث الوليد بن مسلم ، عن صفوان بن عمرو ، عن أبي المثنى الأملوكي ، أنه سمع عتبة بن عبد السلمي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في حديث ذكره في قتال المخلص والمذنب والمنافق ، قال فيه : " وللجنة ثمانية أبواب ، وإن السيف محاء للذنوب ، ولا يمحو النفاق " . الحديث بطوله ..وتقدم الحديث المتفق عليه ، من حديث أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، في حديث الشفاعة ، قال فيه : " فيقول الله : يا محمد ، أدخل من لا حساب عليه من أمتك من الباب الأيمن ، وهم شركاء الناس في سائر الأبواب . والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة وما بين عضادتي الباب كما بين مكة وهجر ، أو كما بين مكة وبصرى وفي " صحيح مسلم " ، عن خالد بن عمير العدوي ، أن عتبة بن غزوان خطبهم ، فقال بعد حمد الله ، والثناء عليه : أما بعد ، فإن الدنيا قد آذنت بصرم ، وولت حذاء ، وإنما بقي منها صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها ، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها ، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم ; فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم ، فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعرا ، ووالله لتملأن ، أفعجبتم ؟ ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة ، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام ، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر ، حتى قرحت أشداقنا ، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك ، فاتزرت بنصفها ، واتزر سعد بنصفها ، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار ، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا ، وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت ، حتى يكون آخر عاقبتها ملكا ، فستخبرون وتجربون الأمراء بعدنا وفي " المسند " من حديث حماد بن سلمة ، عن الجريري ، عن حكيم بن معاوية ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أنتم توفون سبعين أمة ، أنتم آخرها وأكرمها على الله ، وما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما ، وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ ورواه البيهقي ، من طريق علي بن عاصم ، عن سعيد الجريري ، عن حكيم [ ص: 263 ] بن معاوية ، به ، وقال " مسيرة سبع سنين وقال يعقوب بن سفيان : حدثنا الفضل بن الصباح أبو العباس ، حدثنا معن بن عيسى ، حدثنا خالد بن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " باب أمتي التي تدخل منه الجنة عرضه مسيرة الراكب المجود ثلاثا ، ثم إنهم ليضغطون عليه حتى تكاد مناكبهم تزول وقد رواه الترمذي من حديث خالد هذا ، ثم قال : وسألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث ، فلم يعرفه ، وقال : لخالد بن أبي بكر مناكير عن سالم قال البيهقي : وحديث عتبة بن غزوان : " أربعين سنة " . أصح ..وروى عبد بن حميد في " مسنده " ، عن الحسن بن موسى الأشيب ، عن ابن لهيعة ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن ما بين مصراعين في الجنة لمسيرة أربعين سنة فأما حديث لقيط بن عامر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن للنار سبعة أبواب ، ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما وكذلك قال في بعد ما بين أبواب الجنة ، فهو حديث مشهور ، وحمله بعض العلماء على بعد ما بين الباب إلى الباب الآخر ، لا على ما بين المصراعين اللذين في باب واحد ، بل الباب يدور في طول الجدار كما يدور حول صدور البلد إلى الباب الآخر ; لئلا يعارض ما تقدم . والله أعلم وقد ذكر القرطبي وادعى أن للجنة ثلاثة عشر بابا ، ولكن لم يقم على ذلك دليلا قويا أكثر من أنه قال : ومما يدل على أنها أكثر من ثمانية حديث عمر : " من توضأ فقال : أشهد أن لا إله إلا الله " . وفي آخره قال : " فتح له من أبواب الجنة ثمانية أبواب يدخل من أيها شاء " . خرجه الترمذي وغيره . قال : وروى الآجري في كتاب " النصيحة " عن أبي هريرة مرفوعا : " إن في الجنة بابا يقال له : باب الضحى . ينادي مناد : أين الذين كانوا يداومون على صلاة الضحى ؟ هذا بابكم فادخلوا " . قال : وقال الترمذي الحكيم أبو عبد الله : أبواب الجنة منها باب محمد صلى الله عليه وسلم وهو باب التوبة ، وباب الصلاة ، وباب الصوم ، وباب الزكاة ، وباب الصدقة ، وباب الحج ، وباب العمرة ، وباب الجهاد ، وباب الصلة . وزاد غيره باب الكاظمين ، وباب الراضين ، والباب الأيمن الذي يدخل منه الذين لا حساب عليهم . وجعل القرطبي الباب الذي عرضه مسيرة ثلاثة أيام للراكب المجود - كما وقع عند الترمذي - بابا ثالث عشر.فالله أعلم وقال الحسن بن عرفة : حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ، عن شهر بن حوشب ، عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله وفي " صحيح البخاري " قال : وقيل لوهب بن منبه : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال : بلى ، ولكن إن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك ، وإلا لم يفتح لك . يعني : لا بد أن يكون مع التوحيد أعمال صالحة من فعل الطاعات وترك المحرمات . والله أعلم وتقدم في حديث علي ، قال : يساق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا ، حتى إذا انتهوا إلى أول باب من أبوابها ، وجدوا عنده شجرة . وذكر الحديث . ذكر ما يكون لأدنى أهل الجنة منزلة وأعلاهم ، من اتساع الملك العظيم ، والنعيم المقيم قال الله تعالى : وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا الإنسان : 20 ] . وقد تقدم في حديث ابن مسعود ، في آخر من يدخل الجنة ، أن الله يقول له : " أما ترضى أن يكون لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها ؟ " وكذلك في غيره من الأحاديث الصحيحة وقال الإمام أحمد : حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا إسرائيل ، عن ثوير " هو ابن أبي فاختة ، عن ابن عمر ، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي ينظر إلى جنانه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة ، وإن أكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية " . ثم تلا هذه الآية : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة [القيامة : 22 ، 23] وقال أيضا : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا عبد الملك بن أبجر ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفي سنة ، يرى أقصاه كما يرى أدناه ، ينظر أزواجه وخدمه ، وإن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله تعالى كل يوم مرتين | ورواه الترمذي ، عن عبد بن حميد ، عن شبابة ، عن إسرائيل ، عن ثوير ، به . قال : وقد روي من غير وجه ، عن إسرائيل ، عن ثوير ، عن ابن عمر مرفوعا . قال : ورواه الثوري ، عن ثوير ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قوله . قال : ورواه عبد الملك بن أبجر ، عن ثوير ، عن ابن عمر موقوفا . كذا قال وقد تقدم رواية أحمد بهذه الطريق مرفوعا | وروى مسلم والطبراني - وهذا لفظه - من حديث سفيان بن عيينة ، حدثنا مطرف بن طريف وعبد الملك بن سعيد بن أبجر ، عن الشعبي ، عن المغيرة بن شعبة - رفعه ابن أبجر ، ولم يرفعه مطرف - قال : " قال موسى عليه السلام : يا رب ، أخبرني عن أدنى أهل الجنة منزلة . قال : نعم ، هو رجل يجيء بعد ما نزل الناس منازلهم ، وأخذوا أخذاتهم ، فيقال له : ادخل الجنة . فيقول : يا رب ، وكيف أدخلها ، وقد نزل الناس منازلهم ، وأخذوا أخذاتهم ؟ فيقول : أما ترضى أن يكون لك مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا ؟ فيقول : رضيت رب . فيقول : إن لك مثله ومثله - وعقد سفيان أصابعه الخمس - فيقول : رضيت رب . فيقول : إن لك هذا وما اشتهت نفسك ، ولذت عينك . فيقول : رضيت رب . قال موسى : يا رب ، فأخبرني عن أعلى أهل الجنة منزلة . قال : نعم ، أولئك الذين أردت ، وسأخبرك عنهم ، غرست كرامتهم بيدي ، وختمت عليها ، فلم تر عين ، ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على قلب بشر " . ومصداق ذلك في كتاب الله : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون [ السجدة : 17 ] وثبت في " الصحيحين " - واللفظ لمسلم - من حديث الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله عز وجل : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " . مصداق ذلك في كتاب الله فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون وقال الإمام أحمد : حدثنا هارون بن معروف ، حدثنا ابن وهب ، حدثني أبو صخر ، أن أبا حازم حدثه قال : سمعت سهل بن سعد يقول : شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى ، ثم قال في آخر حديثه : " فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " . ثم قرأ هذه الآية : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون [ السجدة : 16 ، 17 ] . ورواه مسلم ، عن هارون بن معروف ارض المحشر وتجهز ارض المحشر حيث تستبدل الارض الحالية بعد دكها بارض جديدة لم يطؤها احد ، قال صلى الله عليه وسلم :فى حديث سهل بن سعد : يحشر الناس يوم القيامة على ارض بيضاء عفراء كالقرص النقى ليس فيها علم لاحد مسلم (8/127) - وفى حديث ابى سعيد الخدرى قال : (ص) : تكون الارض يوم القيامة خبزه واحدة يكفؤها الجبار بيده كما يكفـأ احدكم خبزته فى السفر] مسلم (8/129) [ - ثم يحى الله اسرافيل فيبعث ويامره بالتقام الصور ( القرن) والنفخ فيه ، بعد ان تنبت اجساد العباد وتجمع اشلاؤها قال رسول الله(ص) (مسلم8/90) مابين النفختين اربعون ......... ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل قال الله تعالى فإنما هى زجرة واحدة)( فاذاهم قيام ينظرون )(19/الصافات) (ونفخ فى السور فجمعناهم جمعا )(99/الكهف) (ونفخ فى السور فاذاهم من الاجداث الى ربهم ينسلون)(51/يس) (ونفخ فى الصورفصعق من فى السماوات و من فى الارض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذاهم قيام ينظرون ) الزمر (إنه هو يبدىء ويعيد) "البروج (إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر ) "الطارق " ونفخ فى الصور ذلك يوم الوعيد " "ق (ويوم ينفخ فى الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا ) /طه )ويوم ينفخ فى الصور ففزع من فى السماوات ومن فى الأرض إلامن شاء الله وكل أتوه داخرين )/النمل (يوم ينفخ فى الصور فتأتون أفواجا " "النبا (إن كانت إلا صيحة واحدة فإذاهم جميع لدينا محضرون " "يس (يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير )ق ونلخص ما سبق حيث يأمرالله تعالى إسرافيل بأن ينفخ فى الصور (نفخة الصعق الأولى ) فيصعق كل حي في السماوات والأرض إلا من شاء الله وهم على الأرجح حملة عرش الرحمن ومنهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ثم يأمر الله تعالى أن يقبض أرواح الملائكة هؤلاء فيموتون ولايبقى إلا الجبار سبحانه وملك الموت فيبتدره الله تعالى فيقول له :أنت خلق من خلقى خلقتك لما أردت فمت فيموت ولايبقى إلا الله تعالى الملك الجبار ثم يطوي السماوات بيده اليمني والأرضين بشماله ثم يقول : أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ثم ينزل الله تعالي مطرا من السماء كالطل تنبت منه أجساد الخلائق جميعها مخلوقة فى قبورها ( الأجداث ) لكن بدون روح ثم يحي الله إسرافيل فيأمره أن ينفخ في قرنه فيقومون فينظرون وكلهم يتكلم ثم يصيح إسرافيل ويناديهم إن الله يأمركم أن تجتمعوا للفصل فتلك هي الصيحة الأولي فإسرافيل عليه فرضين : الأول هوالنفخ فى الصور نفخة البعث فينزل مطر كالطل يجمع به الأشلاء المتفرقة وتصحوالعظام النخرة وتكسي لحما وجلدا ودما وعروقا فتنبت أجسادا كما تنبت البقلة وتردإلى هذه الأجساد أرواحها فيقومون ينظرون ويدب إليهم أول الإدراك فيجدون أنهم بعثوا من مرقدهم فيتسا ئلون : من بعثنا من مرقدنا ؟ وهم في ذلك لا يعرفون ماذا يفعلون الثاني : هو النداء والصياح ، فينادي كل الخلائق أن هلمو إلى فصل القضاء (إن الله يأمركم أن تجتمعوا لفصل القضاء ) - فتلك هي الصيحة التالية للنفخ في الصور. قال الله تعالي (ونفخ في الصور فإذاهم من الأجداث إلا ربهم ينسلون قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون إن كانت إلا صيحة واحدة فإذاهم جميع لدينا محضرون)/يس إذن فسيقوم الخلق جميعا بإذن ربهم بعد نفخة البعث فتراهم -- يخرجون من القبور كالجراد المنتشرأي الذي يسير وينتشر دون أن يطير كل يسير بغير غاية لا يعرفون أين يتوجهون وتصدر تعليقات كلامية مختلفة فبعض قول الكافرين قالو ياويلنا من بعثنا من مرقدت ويقول غيرهم (هذا ماوعد الرحمن وصدق المرسلون وتراهم يخرجون من الأجداث لا يكاد العاد أن يحصيهم فكلما قال امتنعوا خرجواوكلما ظن أنهم توقفوا عن الخروج من قبورهم ازداد تناسلهم وكلما ارتدت الحياة لميت قام فزعا ينظر ،وكل من يخرج من قبره يقوم مسرعا كأنه إلى صنمه يسرع كما كان في الدنيا وحال اهل الكفر حين خروجهم من القبور 1.عيونهم ذليلة خاشعة يغشاها مهانة ،ومذلة، 2.حتي تبدوأشكالهم مرهقة متعبة من الذل ( داخرين) 3.والجميع قد قام من مرقده 4.وجميع الخلائق ينظرون لايعرفون إلى أين يتجهون ، 5.فمنهم الفزع ، 6.ومنهم المسرع يجري ولكن لغير غاية 7.وجميعهم ينتشرون في أي إتجاه 8.ثم يصيح إسرافيل أي ينادى الخلائق بالتوجه إلي حيث ربهم للقضاء والحساب ، 9.وحينئذ تتحدد غاياتهم في غاية ، 10.وتشخص أبصارهم إلي نهاية، 11.فيأتون ربهم أفواجا ، 12.ويأتون إليه داخرين – أي صاغرين أذلة – 13.ويجتمعون في محشر واحد لا يتخلف منهم أحد ولايهرب ولا يغادر أحد 14.فإذا كان يوم القيامة أو هو الصاخة أو الطامة الكبري أو الغاشية أوالقارعة أو يوم الفصل لاأو الواقعة أويوم الازفة أو يوم التلاق أو يوم التناد أو يوم الدين أو يوم التغابن أو يوم الجمع.. مقدار يوم القيامة قال الله تعالى : ( تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فاصبر صبرا جميلا إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا)/المعارج 4-7 وقال تعالي (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) فيدعي الخلائق للقيام ليقضي الله تعالي بينهم بالحق فيقيم العدل ويرفع القسط وينصب الموازين - فإذاجاء قضي بينهم بالحق وخسرهنا لك المبطلون(78/غافر) 15.وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لايظلمون)69/ الزمر )وليبينن لكم يوم القيامة ماكنتم فيه تختلفون ) 62/ النحل )وتوفي كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون) 111/ النحل )ثم تردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) 105/ التوبة (والوزن يومئذ الحق ) 8/ الأعراف يبدأ يوم القيامة بنفخة البعث 1.وهي نفخة يعقبها نداء الملك للخلائق بالقيام للحساب وعرض الأعمال أمام الد يان رب العالمين 2.ويعتبر الكفار هذه الدعوي شيء نكر(يقول الكافرون هذا شىء نكر) 3.ويقومون وهم فزعون 4.ولا يفوت منهم أحد 5.فيقوم الناس مسرعين (مهطعين) إلي الداع 6.ويعي الناس ما هو الخطب فيقول الكافرون (هذا يوم عسر) 7.ويقول اخرون: (يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا )؟ 8.ويقوم الناس جميعا من مرقدهم ينظرون * فـ (يخرجون من الأجداث سراعا كأنعم جراد منتشر) *أو( كانهم إلي نصب يوفضون( 9.فهم جميعهم يسرعون لكن اتجاهاتهم متشتتة 10.فالمنادي ناداهم 11.وفزعوا بندائه 12.وقاموا ينظرون مسرعين 11.لكن إلي غير جهة 12.ويصاب المجرمون بالذهول (يبلسون) 13.فيجري كل واحد منهم يريد النجاة بنفسه 14.فيترك الوالد ولده والصاحب صاحبه والزوج زوجه والأخ أخيه 15.(يومئذ يتفرقون) 16.فيبعث الناس جميعا ثم يفر كل من صاحبه فلا يأتي إلي الله أحد إلا فردا 17.وإنما تفرقوا بعد جمع،لأن في هذا اليوم:( يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه وفصيلته التي تؤيه ومن ي الأرض جميعا ..) طلبا للنجاة 18.ويتمايز الناس في واجهتهم بأعمالهم 19.وذلك بعد نفخة البعث 20.والإسراع والفرار ، 21.فمنهم من هو أزرق الوجه واللون 22.ومنهم من هو أسود الوجه كأن وجهه قطع من الليل مظلما 23.ومنهم من هو أبيض الوجه- نسأل الله تعالي - أن يبيض وجوهنا في هذا اليوم ، 24.ووجوه كلها نضرة وبشاشة 25.تزداد نضرة بالنظر إلي خالقها 26.تللك الوجوه النضرة تراها مع نضرتها ضاحكة مستبشرة لأنها مسفرة – أي مشرقة – ناعمة وأما الكفار 1.فوجوههم عابسة 2.باسرة 3.تري فيها الخشوع (الذل) 4.مرهقة بالعمل والنصب 5.مو صوفة *بالعمي *والبكم *والصمم ، 6.ورؤو سهم منكسة عند ربهم *إذا نظرت إليهم تراهم مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم *وهم في هذا شاخصة أبصارهم 7.مسرعين ، 8.رافعي رؤوسهم دون حركة 6.لا تتحرك عيونهم 7.وأفئدتهم هواء خاوية ليس فيها ما يعمرها فهى *ليس فيها : *أمل ولا رجاء ولا بشارة *ولا تطلع إلي الغفار 8.خاشعة أبصارهم 9.ترهقهم ذلة 10.وحين يقوم الناس لرب العالمين تراهم من الفزع * كاظمين قلوبهم لدي الحناجر *حابسين أنفسهم من شدة هول يوم القيامة إذ(وخشعت الأصوات للرحمن يومئذ فلا تسمع إلا همسا) 11.( وبرزوا لله جميعا) 12.(وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما )، 13.وينادي الملك:(لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )، *حيث تضاء الأرض بنور ليس هو نورالشمس ولا هو بنورالقمرإ إنما تضاء بنور ا لله حينئذ (يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) *(وجاء ربك والملك صفا صفا )، 14.ثم تعرض الخلائق علي ربها صفا وهم حفاة عراة غرلا ( 15.(وعرضوا علي ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة ) 16.ووضع الكتاب *فإذا وضع جئ بالنبيين والشهداء (وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت ) *وإذا وضع الكتاب *تري المجرمين مشفقين مما فيه، *ويقولون ياويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها *ذلك لأن كل فرد سيقرأ كتابه بنفسه *حيث سيعلق كتاب كل إنسان في عنقه *ويحدث ذلك إذا تطايرت الصحف *فيتناول الناس صحائفهم 17. وهم: * بين متناول باليمين - نسأل الله أن نكون من أهل اليمين * أو متناول لها بالشمال – نعوذ بالله من الشمال واهله – * أو من وراء ظهره 18.فعلامة الفوز – نسأل الله تعالي الفوز – أن يتناول الفائز كتابه بيمينه 19.وعلامة الخسران ،أن يتناول الإنسان كتابه بشماله أو من وراء ظهره 20.حينئذ يحشر أهل الكفر علي وجوههم *صما *وبكما *وعميا 21.وفي هذا البوم العظيم يكشف عن ساق من هول الموقف من هول الموقف وتعاظم الأمر 22.ويدعي الناس للسجود فبسجد المؤمنون ولايستطيع السجود من كان كافرا 23.ففى هذا اليوم يولي الكفار مدبرين لكنهم يجدون الله أمامهم في كل جهة 24.مالهم من الله من عاصم 25.ويدعي الناس للحساب 26.وتدعى الأمم للحساب ، 27.فتأتي كل أمة تجثوا على ركبها 28.وتعرض الخلائق علي الله تعالي *لاتخفي منهم خافية *ويتذكر الإنسان ماعمل *وينبأ بما فعل 29.فيفرمن أخيه وأمه وأبيه و صاحبته وبنيه 30.ويود يومئذ لويفتدي من عذاب ذلك اليوم ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ، 31.وذلك لأنها *لظى *نزاعة للشوى 32.وتأتي كل نفس يومها تجادل عن نفسها جدالا شديدا كثيرا، 33.فيخرج لكل نفس مجادلة،أو غير مجادلة كتابها الذي ألزمه الله (طائره) في عنقه *فيلقاه منشورا ، *ويدعى لقرآءته(كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)، *قال تعالي (إقرأ كتابك كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا ) 34.ثم يجعل الله تعالي أوزارالعباد أثقالا *فيحمل كل صاحب وزر وزره *ويحمل مع وزره من أوزار الذين أضلوهم بغير علم 35.ثم (يوم تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلي الله مولاهم الحق وضل عنهم ماكانو يفترون) 36.والكافر يوم القيامة يحمل وزره ويخلد في النار (خالدين فيه) 37.وهو عمل سيء ليس ممدوح ولا مرغوب *(وساء لهم يوم القيامة حملا) *(وتراهم يحملون أوزارهم علي ظهورهم) 31/ الأنعام 38.ففي هذا اليوم لايحمل أحد وزر أحد (ألا تزروا وازرة وزر أخري ) 39.وفيه(لا تملك نفس لنفس شيأ والأمر يومئذ لله) 19/ الإنفطار 40.وفيه (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59) / الدخان 41.وفيه (لاتكلم نفس إلابإذنه ) 42.ويحاول الكفار : الفرار فلا يستطيعون 43.وكذلك الإعتذار فلا يقبل منهم 44.ثم يلجأون إلى الإنكارعندما لايجدون بدا من ذلك ظانين أنهم بالإنكار سيمررون فيأبى الله إلا أن يكذبهم بأدلة مخلوقة معهم ، 45.فتشهد عليهم أعضائهم ويختم الله علي أفواههم فتتكلم الأيدي وتشهد الأرجل 46.(حتي إذاجاؤها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وقلوبهم بما كانوايكسبون) 21/فصلت 47.كما يحاولون الإستشفاع فلا تقبل لهم شفاعة 48.ويطلبون فرصة أخري للحياة ليعملوا صالحا غير الذي عملوا فلا يجاب طلبهم . 49.ويدعون ربهم أن يخرجوا منها فإن عادوا فهم ظالمون كذا يقولون فلا يجابون 50.ويُحَقَّرُون 51.وينهون عن كلام الله تعالي *فيغلق عليهم فينهار آخررجاء لهم *ويتقربون (أي الكفار) بما عملو من عمل فيه صلاح فيجعله الله تعالي هباءا منثورا لأنهم ماتوا علي الكفر 52.وسيسأل الله تعالي الناس جميعا والكفار عما كانو يفعلون (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون) 53.وتدعي الأمم للحسا ب فتأتي ربها وهي جاثية – أي راكعة علي ركبها-فيخرج الله لكل أمة كتاب (يوم تدعي كل أناس بإمامهم ) 71/ الإسراء 54.ويخرج الله تعالي لكل أمة رسولها (ويوم يبعث من كل أمة شهيدا من أنفسهم وجئنا بك شهيدا علي هؤلاء) 89/النحل 55.ويوم يبعث من كل أمة شهيدا ثم لايؤذن لهم ولاهم يستعتبون )84/ النمل 56.وتنتظر كل أمة مجئ رسولها فإذ ا أذن الله لرسولها بالمجيئ قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون : قال تعالي (ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لايظلمون)47/يونس 57.وقال تعالي (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك علي هؤلاء شهيدا، يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوي بهم الأرض ولآيكتمون الله حديثا)41/النساء 58.وسيحاسب الجن كما يحاسب الإنس قال تعالي(يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا علي أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدواعلي أنفسهم أنهم كانوا كافرين) 59.وينادي الجبارالمشركين يوم القيامة فيقول سبحانه "أين شركائي"48/فصلت/62/القصص/27 النمل *(قالوا آذناك مامنا من شهيد- وضل عنهم ما كانوايدعون من قبل وظنوا مالهم من محيص)48/فصلت *وفي سورة القصص يقول تعالي(أين شركائي الذين كنتم تزعمون قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانايعبدون وقيل ادعوا شركاؤكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون )62-64/القصص 60.وفي سورة النمل(ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم) *وفي سورة الكهف (ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا) فسيسأل الله تعالي من أشركوا به أين هؤلاء الشركاء ثم يأمرالله تعالي هؤلاء المشركين أن ينادوا علي شركائهم ويستدعونهم فيزعنون لأمرالله بالإجبار وينادون يقصدون شركاءهم ولكن هيهات فما هم بسامعين حتى يأتوا ولوسمعوا ما استجابوا لهم ويوم القيامة يكفرون بشركهم أحوال الكفار يوم القيامة 1.يؤخذ بالنواصي والأقدام وهو وضع في التعامل مذري يدل علي الإستهانة والتحقير 2.ويذهل المجرمون فهم في ذهول لإدراكهم الحقيقةوهم يتفرقون 3.ويؤمرون بالوقوف عند ربهم (وقفوهم إنهم مسؤلون) 4.ويقال أحشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلي صراط الجحيم) 5.ويساقون علي وجوههم إلى جهنم زمرا 6. ويخلف الله تعالي ظنهم قال تعالي (قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالاالذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) 7.وفي يوم القيامة يرون باديا مالم يكونوا يحتسبون – حيث يبدوا لهم سيئات ما كسبوا 8.وسيسلسلون ويقيدون ، ثم يجعل الله تعالي ماعملوا من أعمال كانوا يظنون أنها صالحةهباءا منثورا 9.ويرون أنهم ما لبثوا غير ساعة من نهار يتعارفون بينهم 10.وتؤمر الملائكة بحشر الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله وأن يهدوهم إلي صراط الجحيم 11.ويأمر الله تعالي الملائكة بأن يوقفوهم علي حال من سيسأل 12.وينادون بتعجيزهم :(ما لكم لاتناصرون) فلا يجيبون استسلاما وتترك لهم للتساؤل بينهم فيقول بعضهم لبعض( إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين ) أي تزعمون 13.حالفين أنكم علي حق فيرد بعضهم علي بعض(بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما ظالمين)الصافات وفي هذا الموقف بالذات وهم موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلي بعض القول (يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولآ أنتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبرواللذين استضعفواأنحن صددناكم عن الهدي بعد إذ جآءكم بل كنتم مجرمين )فيجيب الذين استضعفوا ) (بل مكرالليل والنهار إذتأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا) ثم يوقن الجميع المستضعفون منهم والمستكبرون أنهم هالكون وأذهم قد انتبهوا من المحاجة ، حتي لآح لهم العذاب ورأوه فاعتملت نفوسهم وصدورهم بندم عظيم قد يئسوا من إظهاره فأسروه(واسرواالندامة لما رأواالعذاب وجعلنا الأغلآل في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلآما كانوا يعملون ) وحين يتحاجون ويوقن جميعهم أنهم هالكون وأن لآفائدة من المحاجة وقبل أن يسروا الندامة يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا فكلهم يكفربكلهم وينقلب وثن المودة التى كانوا يعبدونها فى الدنباإلى كراهية ولعنة بينهم 13. ويحشر الكفار مع الشياطين بعضهم جنبا إلى جنب بعض فيتحاجون وينهى الشيطان –عليه اللعنة –المحاجة بقوله (إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان ألآأن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ماأنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إنى كفرت بما أشركتمونى من قبل ) *ويحشر الكافرون جميعهم والشياطين ثم تحضرهم الملآئكة حول جهنم باركين على ركبهم(جثيا) ثم يخرج الله تعالى من كل شيعة أعتاهم على الرحمن انتزاعا فيخرج صاغرا ذليلآحقيرا لاحول له ولا قوة ولا سلطان ليراه جمع الكافرين وينظر وحالهم يقول : هاهو العاتي فلان- إذكانوا جبارون فى الدنيا عتاه فيخصهم الله تعالى بمزيد من الهوان والإذلال والتعجيز فأين جبروتهم اليوم وعتوهم ،ويزدرى الملك كل كافرويحط كل كرامة لهم تحت الأقدام فلا كرامة لهم فى أن يروا ربهم فيضرب الحجاب بينهم وبين الله تعالى:)كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ( 14. وحين ينادى عليهم للحساب يجعلون فى مكان وضيع بعيد عن رب العباد إذلا كرامة لهم (أولائك ينادون من مكان بعيد )44/فصلت خاصة من لم يؤمن منهم بالكتاب فى الدنيا وكانوا يكرهون سماعه 15. وتبشرهم الملائكة بانعدام البشرى وتقول لهم الملائكة ابقوا فى حجركم محجور عليكم أن تروا ربكم )يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا)/الفرقان 16. ثم ينصرف الله عنهم فقد فرغ منهم ومن حسابهم لينساهم فلا يذكرهم أبدا )وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين )الجاثية 17.وإذ يحشر الناس على أقدامهم تمشى أقدامهم على الارض ووجوههم لأعلى يحشر الله تعالى طائفة من الكفار يمشون على وجوههم وأقدامهم لأعلى فيكون الوجه مكان القدم . قال تعالى (ونحشرهم على وجوههم عميا وبكما وصما) 97/الإسراء لأنهم 1.كفروابآيات الله وقالوا (أإذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا ) 98/الاسراء قال الله تعالى (الذين يحشرون غلى وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا( 34/الفرقان 2.ويساق الكافرون إلى جهنم فى مجموعات (زمرا)، مقيدون بالسلاسل (فى سلسلة زرعها سبعون ذراعا ) (يوميدعون إلى نار جهنم دعا ) مشاهد من يوم القيامة مشهد النفخ والبعث من القبور بعدتمام أحداث الدنياوانتهائها على الوجه الذى فصلناه فى آخر باب من الأبواب المتسلسلة فى عرض أحداث علامات يوم القيامة يجئ موعد نفخة الصعق وهي النفخةالمترتبة فى تقدير علم الله تعالى لنهاية الخلق ويتصوربعض العلماءالباحثين فى هذا الأمر أن النفخة هذه هي ا لتى ستؤدى إلى صوت الزلزلة ودمارالكون . ولكن باستقراء النصوص القرآنيةوالأحاديث الصحيحة تبين أنها نفخة لسلب الأحياء أرواحهم فقط على أحوالهم التى يسمعون فيها هذه النفخة مع بقاء مكونات الكون كما هى كالجبال والأشجاروالأنهار والكواكب والشموس إنها النفخةالتىيخلص إليها حس الأحياء دون أن يشغلهم عنها شيءآخر فلا يسمعها أحدمن الأحياء إلا أصغى ليتا ورفع ليتا أي وجه أذناه خافضاإحداها ورافعا الأخرى ليتحقق من هذا الصوت الطارئ على الأسماع محاولا معرفة جهة هذه النفخة دون جدوى فلا يسمعها من البشر احد إلا صعق على حاله بعد أن يتحقق من ذروتها وبعد أن تدق أذناه طبالها وينقر فى أسماعه ناقورها ويبدوا أنها ستكون نفخة ذات نغم أو جرس متدرج فهي تبدأ بالصخ وهى نفخة تتلاحق موجاتها لتتخطى كل المعاييرالمعروفة لدرجات الصوت المسموعة وغير المسموعة فى الدنيا وفوق المسموعة وتنتهىبتغير الجرس إلى ماهو : القرع أو النقر حيث تهدر موجات قرع متلاحقة يكون مجملها مع موجات الصخ (النفخ) قاتلة بكل حال من الأحوال لكل من يسمع من البشر ومن فقد سمعه حيث أنه يبدوا أن قوانين هذه النفخة القارعة سيكون لها حساب احتسبه الله تعالى فلم يعرفه البشر فى دنياهم وهكذا فكل من سيبدأ بسماع النفخة سيصغى ليتا ويرفع ليتا حتى إذا علا جرسها وازدوجت بالقرع صارت قاتلة فى الحال حيث لا يطعم الرجل الذى يحمل لبن لقحته لبنها ولا يتمكن الرجلان وقد نثرا ثوبهما بينهما ليتبايعانه فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولا يمكن رجل يليط حوضه كىيسقى فيه فلا يفعل بل لا يلقم رجل يرفع أكلته إلى فيه ليطعم فلا تصل يده بها إلى فيه ويخر الكل صعقا ميتا وقد زهقت أرواح الخلائق جميعها إلامن شاء الله ويصل قرع هذه النفخة إلى كل حى فى السموات السبع والأرضين السبع فيموت للتو كل من يسمعها من الأنبياء والملائكة إلا ثمانية منهم هم : جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل (ملك الموت )وحملة العرش الأربعة قال تعالى (ونفخ فى الصور فصعق من فى السموات ومن فى الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذاهم قيام ينظرون ) الزمر 68 وجدير بالذكر هنا أن الآية قد ذكرت النفختين دونما دلالة على التراخى بينهم إلا بلفظه "ثم" وهىدالة على حدوث تراخي مجهول المدة فى الترتيب بين النفختين ،هذه المدةيحدث فيها ما نصت عليهالنصوص الصحيحة من السنة حيث يأمرالله تعالى ملك الموت بأن يقبض ارواح الملائكة الثمانية فيموتون ،ولا يبقى إلا ملك الموت وجبار السموات والأرضين فيبتدر الله الملك الجبار تبارك اسمه وتعالى جده – يبتدر ملك الموت فيقول : يا ملك الموت أنت خلق من خلقى خلقتك لما أردت فمت .... فيموت ملك الموت وحينئذ لا يبقي فى هذا الملكوت الكوني الهائل ماعلمناه ومالم نعلمه – ولا يبقي من حي غير الجبارجل وعلا – ويبقى الحال بهذا السكون ماشاء الله حتى يشاء الله فيمسك السموات السبع والأرضين كلهم بيمينه – (وفى رواية يمسك السموات بيمينه والأرض بشماله ) ويهزهن ويقول : أناالملك أنا الجبار أين ملوك الأرض أين الجبارون أين المتكبرون لمن الملك اليوم ... لمن الملك اليوم ... لمن الملك اليوم ومامن مجيب من الخلائق جميعها فيجيب سبحانه لله الواحد القهار ويطبق على الكون السكون فلا حياةفى جماد أو ملك أو بشر فكلهم تحت يد الله وفيها قدمات وبطل كل شيء إلا الله حتى إذا شاء الله تعالى لخلقه بالحياةوأزف ميقات الحساب وأراد أن يقيم الوزن ويقضي بالقسط ويحق الحق أمربنزول مطر كالطل على أجساد الخلائق فتنبت منه الاجساد كما تنبت البقل فى حميل السيل فأول من يقوم إسرافيل ولنا أن نتسائل عن المدة التى سيبقي فيها الكون ساكنا ؟ كم هي روى البخارى فى الصحيح ومسلم فى الجامع الصحيح من حديث أبي هريرةقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (بين النفختين أربعون ، ولم يفصل الأمر هل هي أربعون سنة أم شهر أم يوم أم ماذا ؟ ومعرفة المدة بالنسبة لنا لاأهمية له حيث أن الكل فى موات فعلى أما كيف تنبت الأجساد وتعود الأرواح فى العباد وتكسى العظام ويتحددعين كل فرد فكل ذلك راجع إلي قدرة الخلاق العظيم حيث ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم مثلا يعتبر وجه من أوجه القدرة الإلهية على إعادة الحياة بعد الموت فمن بقى فيهم عجز من الخلائق أو (عجب الذنب )وهى عظمة بارزة فى أسفل العمود الفقارى ينشأ الله تعالى منه إعادة الخلق ،ومن مات وذرى منه كل رماده إذامات محترقا أو مات منصهرا أو غير ذلك فقد خلقه الله تعالى من قبل ولم يك شيأ فلن يعجز القادر أن يجعله كما خلقه أول مرة أو من خلاياه التى يعلم الله مستقرها *إن كلمة كن كناية للخلق من عدم والحاصل أن أجساد العباد سيخلقها الله تعالى بهذا المطر الذى سينبت منه كل ذر كان قبل ذلك خلقا فإذا اكتمل خلق البشر كلهم أمرملك البعث بالصياح فى الخلق صيحة الحياةأو البعث من الموت (قال تعالى )( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذاهم جميع لدينا محضرون )35/يس وقد روى فى الصحيح أن إسرافيل يصيح بصوت يسمعه كل من كان حيا من قبل فى أرجاء كون الله الواسع فى وقت واحد "أيتها العظام النخرة والأوصال المتقطعة والأجزاء المتفرقة والشعور المتمزقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء ، وسواء صحت هذه الرواية أو ضعفت فإن صيحة إسرافيل ثابتة بنص الآية وهى (صيحة البعث والتجميع والحضور) وقد روي أن فى الصور ثقوب على قدر أرواح الخلائق فإذا نفخ الملك فى القرن تطير الأرواح إلى أجسادها لا تخطئها ، فتطيرأرواح المؤمنين تضيء نوراوأرواح الكافرين ظلمة .. يتبع إن شاء الله تعالي وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف العجلي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن معاذ ، قال :قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : " يبعث المؤمنون يوم القيامة جردا مردا مكحلين بني ثلاث وثلاثين . وهذا منقطع بين شهر ومعاذ انقطاعا لو كان ساقه لكانت أبعد من شهر ، وهو يفهم بعثهم من قبورهم كذلك ، وقد تقدم أن كل أحد يبعث على ما مات عليه ، ثم تغير حلاهم إلى الطول والعرض ، كل أحد بحسبه بعد ذلك عند دخول الجنة والنار ، على ما سيأتي إن شاء الله تعالى ذكر صفة الجنة وما فيها من النعيم المقيم الدائم على الأبد ، لا يفنى ولا يضمحل ولا يبيد أبدا بل كل ما له في ازدياد وبهاء وحسن ، نسأل الله سبحانه الجنة ، ونعوذ به من النار قال تعالى : أكلها دائم وظلها [ الرعد : 35 ].والمنقطع ولو بعد ألوف من السنين ليس بدائم ، وقال تعالى : إن هذا لرزقنا ما له من نفاد والمنقطع ينفد ، وقال تعالى ما عندكم ينفد وما عند الله باق [ النحل : 96 ] . فأخبر أن الدنيا وما فيها ينفد ، وما عند الله باق لا ينفد ، فلو كان له آخر لكان ينفد كما ينفد نعيم الدنيا . وقال تعالى : لهم أجر غير ممنون [ الانشقاق : 25 ] أي : غير مقطوع . قاله طائفة من المفسرين ; غير مقطوع ولا منقوص ، ومنه المنون ، وهو قطع عمر الإنسان ، وعن مجاهد : غير محسوب . وهو مثل
يأتي إن شاء الله بعدة رقم 9 دمار الكون
|
الخميس، 24 مايو 2018
9. دمار الكون تابع لما قبله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق